
الحياة الريفية
تعتبر الحياة في بلدة ارحابا كواحدة من البلدات الريفية، نموذجا لكثير من القرى في الأرياف الأردنية وأرياف بلاد الشام عموما، وحيث أن الحياة الريفية مرتبطة دائما بالزراعة وتربية الماشية، فإن أهالي البلدة أعطوا هذه الجوانب جل اهتمامهم طيلة الفترة الماضية، إلا أن الحياة الريفية بالمفهوم القديم بدأت تتغير منذ عام 1970م تقريبا وما بعد، حيث بدأت شبكات الطرق والخدمات الأخرى تصل إلى معظم القرى الأردنية مما أدى إلى تلاشي ملامح الحياة الريفية شيئا فشيئا، حتى أننا لم نعد نلحظ أي تشابه بين الحياة حاليا وما كانت عليه قبل عقود..
واليوم.. فإن القرى الأردنية بشكل عام تتمتع بجميع الشبكات الخدمية من طرق وكهرباء وماء وهاتف متحرك ومحمول، ورافق ذلك تراجع كبير في الأعمال الزراعية.. في هذه الصفحة سنحاول تغطية طبيعة الحياة الريفية للفترة الممتدة خلال القرن العشرين في ما يخص بلدة ارحابا والقرى المشابهة لها في موضوعات مترابطة تمس الحياة الفعلية التي عاشها السكان في القرية..

كانت تلك الأيام عادلة على جميع سكان القرية، فهم جميعا يعانون فصل الشتاء سواء بسواء، وجميعهم يعتمدون على الحطب للتدفئة والطهي، أما الإنارة فكانت تعتمد على زيت الزيتون بواسطة (السراج) في مرحلة ما ثم تطورت إلى الكاز واستخدمت البلورة واللوكس..

بندورة رحابا تزرع تحت الظروف المطرية وبطرق زراعة تقليدية حيث تزرع السلالة المحلية منذ سنوات بعيدة. يقوم المزارع باستخلاص البذور وتجفيفها وخزنها للزراعة في الموسم التالي . يقوم المزارع بإنتاج الأشتال في مشاتل بدائية بنفسه، تزرع الاشتال على...

تعتبر بلدة ارحابا من المناطق الجبلية المرتفعة بنحو ألف متر عن سطح البحر، بعض أجزائها يزيد وبعض آخر ينقص عن ذلك.. ففي فصل الشتاء غالبا ما ترتدي البلدة ثوبها الأبيض، نعم تتساقط الثلوج بأنواعها المختلفة على البلدة لتكسوها لعدة أيام وقد تمتد لأسابيع...

عد شتاء طويل، وبعد أن كانت النسوة في بلدة ارحابا كغيرهن في القرى والبلدات الأخرى، تقتنص يوما مشمساً لتهوية البيت والفرش واللحف والبطانيات والمخدات.. من الصباح إلى ما بعد الظهيرة.. يأتي دور تبييض البيوت...

كان سكان بلدة ارحابا يولون تأمين مياه الشرب أولوية كبيرة، ولا يقتصر على شرب الآدميين فحسب، بل يمتد إلى تأمين مياه الشرب أيضا لماشيتهم من أبقار وخراف وأغنام وخيول وغيرها.. كانت النسوة أو الريفيات يذهبن إلى...

في قريتنا العتيقة (ارحابا).. وقبل أكثر من ثلاثين سنة، كان فيها ثلاث معاصر للزيتون، ومطحنتان للحبوب، وأفران لتطويع الحديد بالنار، وكانت هناك درّاسة الحجر ودرّاسة الحبوب التي يقودها زوج خالتي، وكانت تزور القرية طحانة للقماش (الشرايط) وتحويلها إلى ما يشبه الصوف..